السلام عليكم
وشكرا للدكتور محمد فهمي تسليطه الضوء على هذ الأمر الحيوي
والذي يواجه اليوم إهمالا تاما ناتجا عن عدة أمور
أولها وأهمها اعتماد اللغة الأجنبية في تدريس العلوم وهو الأمر الذي كان لسورية تجربة متميزة في عدم تبنيه وتدريس العلوم بالعربية ولكن الآن بدأ هذا الأمر ينحسر وبدأت الإنكليزية تتغلغل إلى الصفوف الأولى ويتم قلب تدريجي للمناهج
الأمر الثاني والذي يبرر (وهميا) عدم اعتماد العربية في التعليم هو ضعف جهود التعريب والضعف الشديد للمؤسسات التي يفترض بها الإشراف على جهود التعريب من وضع للمصطلحات والمفاهيم والمعاجم من جهة ومن الجهة الأخرى الترجمة ودعمها
في دول يتم تدريس العلوم فيها بالإنكليزية كالأردن ينفق الطالب حوالي 1200-2000 ساعة في تعلم اللغة الأخرى وهذا لا يكفي لإتقانها بطلاقة في جميع المجالات بل لإتقان التعلم بها في مجالات معينة يركز الطالب عليها أي حوالي سنة كاملة من جهد الطالب الكامل ولكنها تكون موزعة.. من بين هذه الساعات هناك حوالي 500 ساعة تدريسية أي تتطلب جهد أستاذ وإذا فرضنا أن عدد الطلاب 20 فلكل طالب حوالي 25 ساعة تدريسية كحصة خاصة من أستاذه وهي حقيقة أكثر من ذلك بسبب الدورات الخاصة والدروس الخصوصية.. أي أنه لو تم تأهيل الأساتذة كمترجمين والتدريس بالعربية لتمكن الأستاذ الذي أصبح مترجما من إنتاج 25 صفحة ترجمة مقابل كل طالب بفرض أنه كمترجم سيترجم صفحة بالساعة ولوفرنا على الطالب سنة وفهما أكبر وقدرة على التفاعل والمساهمة في التطوير لأن العلم أصبح بالعربية فقد يترجم الطالب الموهوب أو يعيد الكتابة أو يضيف تعليقات... إلخ
وإذا قدرنا أنه من بين الناطقين بالعربية هناك خلال العقود الثلاث الأخيرة عشرة ملايين طالب فهذا يعني أنه سيتم ترجمة 250 مليون صفحة أي حوالي مليون كتاب بنفس الاعتمادات الحالية لأن هؤلاء يعملون حاليا في تعليم الطالب العربي لغة أجنبية لن يتقنها (بعموم الطلاب) والمساهمة في نفس الوقت في تدمير لغته الأم أي العربية
هل هذا التفكير صعب أو غريب؟